لم يكن المدرب السابق لمنتخب غينيا، روبير نوزاري، متشائما بخصوص قدرة بعض لاعبي المنتخب الوطني الذين يعانون من إصابات على استعادة إمكانياتهم قبل أقل من شهرين من انطلاق المونديال الإفريقي..
وفي اتصال هاتفي مع ''الخبر''، كان نوزاري واضحا في حديثه عن قضية لعنة الإصابات التي طالت بعض ركائز التشكيلة الوطنية، وكذا نقص المنافسة لدى البعض الآخر بسبب فقدان أماكنهم ضمن تشكيلات الأندية التي ينتمون إليها، حيث قال عن المجموعة الأولى إن إرغام بعض العناصر الأساسية على الركون إلى الراحة بسبب إصابات مختلفة، قد تعود بالفائدة على اللاعبين الذين لا تضطرهم الإصابات إلى الغياب طويلا عن الميادين، لأن ذلك سيمكّنهم من الاسترجاع.
التوقف عن اللعب لفترة قصيرة تعود بالنفع على بعض ركائز المنتخب الجزائري الذين خاضوا التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ولم يستفيدوا من فترة الراحة اللازمة في نهاية كل موسم كروي، بسبب كثافة المباريات مع أنديتهم والمنتخب الوطني، ما جعلهم يتعرّضون لإرهاق بدني. وعليه، فإن ابتعادهم عن الميادين لفترة غير طويلة تكون بمثابة فترة استرجاع القوى، قبل استئناف التدريبات التي ستعود بالفائدة على المنتخب الوطني ''شريطة أن يخوض هؤلاء بعض المباريات مما تبقى من عمر البطولة، ولقاءين أو ثلاثة مع المنتخب الوطني''، على حد قول المدرب الأسبق لمولودية الجزائر، ما يعني أن كلامه ينطبق على بلحاج وبوفرة اللذين أصيبا مؤخرا وكذا مطمور وحليش اللذين عادا إلى المنافسة في الأسابيع الأخيرة. لكن، بالمقابل يرى أنه يستحيل على لاعبين طالت فترة إصاباتهم أو غيابهم عن المنافسة استعادة إمكانياتهم كاملة، وتجعلهم يصلون إلى ''ريتم'' أكبر منافسة عالمية، وينطبق هذا الكلام على اللاعبين عنتر يحيى ومراد مغني بالخصوص، لكون الأول غاب عن المنافسة منذ أن قهر ''الفراعنة'' في موقعة أم درمان بالسودان، وكان وراء تأهل ''الخضر'' إلى المونديال، باستثناء ظهوره المحتشم في فترات خلال كأس إفريقيا ومباراة واحدة مع ناديه بوخوم الألماني مؤخرا ضد بوريسيا دورتموند، في حين لا يزال يعاني الثاني من إصابته الملعونة منذ عودته من نهائيات كأس أمم إفريقيا.
كما قد يدخل ضمن هذه الشريحة كل من يبدة، زياني ومنصوري، في حال تأخر معافاة الأول من إصابته، وبقاء الثاني والثالث بعيدين عن المنافسة لفترة أطول. وفي هذه الحالة، يقول نوزاري: ''لا بد من التنقيب عن عناصر جديدة تلعب بانتظام في مختلف البطولات، لأنها تكون قادرة على مواكبة نسق المنافسة العالمية''. وهو ما يقوم به المدرب رابح سعدان الذي قرر توسيع القائمة الأولية للتشكيلة إلى 35 لاعبا، لتفادي أي طارئ يحصل في آخر لحظة، مثلما أكده محدثنا، الذي أوضح قائلا: ''صحيح أن الفريق سيتأثـر نوعا ما من ناحية الانسجام، لكن الاعتماد على عناصر أكثـر استعدادا من الناحية البدنية والتنافسية أفضل من الإبقاء على عناصر تفتقد لهاتين الميزتين المهمتين في مثل منافسة كأس العالم''، قبل أن يختم ''الشيخ'' حديثه: ''ما قلته يدخل ضمن الإطار العام لمنهجية التدريب، لكن المدرب الوطني رابح سعدان لديه تبريراته عندما سيختار القائمة النهائية، باعتباره العالم بخبايا وأدق التفاصيل عن المجموعة التي يعمل معها منذ فترة طويلة''.