وصلت تصفيات أمريكا الجنوبية إلى نهاية رحلتها الطويلة، التي كانت قد بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2007، وانتهت بتأهل نصف المنتخبات التي شاركت فيها. وحافظت البرازيل على مكانها في الصدارة، وعادت باراجواي لتؤكد قوتها، في حين انتفضت تشيلي ثائرة لتحتل المكان الذي احتفظت به الإكوادور في السنوات الثماني الأخيرة. أما الجارتان الأرجنتين وأوروجواي، فقد احتفلتا بالتأهل بعد عذاب. وفيما يلي نعرض عليكم موجز هذه المنافسات.
أوفياء للتاريخ دائماً
مرة أخرى، أنهت البرازيل التصفيات في المرتبة الأولى. وظهر منتخب السامبا بصورته القوية التي نال بها لقب آخر دورتين لكأس أمريكا الجنوبية، وكأس القارات جنوب أفريقيا 2009 FIFA. وكان الفضل في ذلك يرجع إلى الجيل الجديد من اللاعبين الذين حظوا بثقة أثبتوا أنهم يستحقونها، وخوض مشوار التصفيات تحت قيادة مدرب ناجح مثل دونجا. وبرز خط دفاع أصحاب الألقاب الخمسة في بطولة العالم كقوة لا تقهر، ولكن عجلة خط هجومهم لم تبدأ في الدوران بكامل قوتها إلا بعد انقضاء المرحلة الأولى من التصفيات، فجاء لويس فابيانو مرتدياً قميصه رقم 9، لينضم إلى الموهوب كاكا، ويؤكدا معاً على استمرار القاعدة القديمة: المنتخب البرازيلي هو الوحيد في العالم الذي شارك في نهائيات بطولة كأس العالم FIFA كلها.
الثورة الحمراء
تحت قيادة الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، وبجيل جديد من اللاعبين، تقدم منتخب تشيلي في أفضل حملة شنها في تاريخه حتى ظفر بالمركز الثاني في تصفيات أمريكا الجنوبية. وأظهرت الإحصائيات أن المنتخب الأحمر كان هو الفريق الذي حقق أكبر عدد من الانتصارات – يشترك معه في ذلك منتخب باراجواي – والثاني في الترتيب من حيث عدد الأهداف التي سجلها في التصفيات، وهو ما جعله جديراً بالعودة للوقوف من جديد مع صفوة منتخبات العالم، بعد غيابه عن بطولتي كوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006. وأفضل ما في الأمر هو أن المنتخب الذي حقق كل هذا الإنجاز هو صاحب أقل متوسط أعمار في القارة، ومن النقاط الثلاث والثلاثين التي جمعوها في مشوارهم، حصلوا على 16 نقطة خارج ملعبهم، وهو ما يمثل خير دليل على ميلهم للهجوم في أي مكان وتحت أي ظروف.
الجواراني يحتفظ بمكانته
نجح منتخب باراجواي في التأهل إلى النهائيات للمرة الثالثة على التوالي، وهو ينطلق إليها هذه المرة مدججاً بسلاح جديد بالإضافة إلى تحصيناته الدفاعية المعروفة: فخط هجوم خيراردو مارتينو الحالي هو أحد أفضل خطوط الهجوم في المنطقة، ولذلك يرجع الفضل في تخطي منتخب الجواراني لحاجز الثلاثين نقطة لأول مرة في تاريخه. وكانت بداية حملته في التصفيات مثالية، فظل متربعاً على قمة الترتيب لفترة طويلة، ولولا إخفاقه في تحقيق الفوز في أربع مباريات متتالية، لما تقهقر إلى المركز الثالث.
بعد معاناة
ظلت التساؤلات والشكوك تدور حول تأهل الأرجنتين إلى جنوب أفريقيا حتى النهاية. وتأهلت على يد دييجو مارادونا، نجمها الأكبر على مدى كل العصور، الذي قادها كمدرب هذه المرة. وكان قد حل محل ألفيو باسيلي في اللقاء الحادي عشر من التصفيات، وعانى من ضربات شديدة مثل الهزيمة الساحقة 1 – 6 في بوليفيا أو الخسارة من البرازيل 1 – 3. ومع ذلك، استطاع راقصو التانجو تحقيق الفوز بشق الأنفس في آخر مباراتين، بما فيهما الفوز الأول على ملعب السينتيناريو في مونتيفيديو، ليضمنوا التأهل مرة أخرى. أما أوروجواي، فقد استطاعت مرة أخرى أن تعيد ترتيب أوراقها في الوقت المناسب وتتأهل بعد اجتيازها لملحق التصفيات للمرة الثالثة على التوالي. وكانت هذه المرة على حساب كوستاريكا.
أبرز اللاعبين
إلى جانب النجوم الأكثر شهرة في المنطقة، مثل ليونيل ميسي أو كاكا، فقد أكدت تصفيات أمريكا الجنوبية على القدرات التهديفية التي يتمتع بها دييجو فورلان وجرأة لويس سواريز لاعبي أوروجواي. بينما يمكن لمشجعي باراجواي أن يطمئن بالهم لقدرات سلفادور كابانياس الهجومية، ويظل مشجعو تشيلي يعقدون الكثير من الآمال على الجريء أليكسيس سانشيز والحاسم هومبيرتو سوازو. وكان نيلمار ولويس فابيانو آخر الوجوه الجديدة التي ضمها هجوم منتخب السامبا، الذي تألق بين صفوفه أيضاً في التصفيات جوليو سيزار وفيليبي ميلو. كما بذل كل من الفنزويلي جانكارلو مالدونادو والبوليفيين مارسيلو مارتينز وخواكين بوتيرو جهداً يستحقون عليه كل التقدير.
تصريحات
"أهدي هذا التأهل من القلب إلى الأرجنتينيين، إليهم وحدهم، أولئك الذين وثقوا بي. ولكن هناك البعض ممن لا يستحقونه، وهم يعرفون أنفسهم جيداً. إن لدي ذاكرة جيدة. وأقول لمن لم يثقوا في هذا المنتخب، ولمن عاملوني كحثالة، نحن الآن في المونديال (...)". دييجو مارادونا، مدرب الأرجنتين، بعد لحظات من الفوز على أوروجواي وقبل دقائق من توجهه إلى صحافة بلاده على وجه التحديد.
إحصائيات
5: هو رقم الحظ السعيد بالنسبة للاعب نيلمار. حيث شارك اللاعب البرازيلي في 5 مباريات، وسجل 5 أهداف! معدل تهديف رائع يؤكد على امتلاك البرازيل لمخزون رائع من المواهب.
المنتخبات المتأهلة
البرازيل
تشيلي
باراجواي
الأرجنتين
أوروجواي *
* ملحق أمريكا الجنوبية – أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي
الهدافون
هومبيرتو سوازو (تشيلي) – 10
لويس فابيانو (البرازيل) – 9
خواكين بوتيرو (بوليفيا) – 8
دييجو فورلان (أوروجواي) – 7
مارسيلو مارتينز (بوليفيا) – 7
سلفادور كابانياس (باراجواي) – 6
جانكارلو مالدونادو (فنزويلا) – 6
سيباستيان أبريو (أوروجواي) – 6
نيلمار (البرازيل) – 5
كاكا (البرازيل) – 5