بعد عودته على رأس الجهاز الفني لمنتخب إيطاليا بطل العالم، إثر الفشل الذريع الذي حققه "الأزوري" في كأس أوروبا 2008 EURO، قام مارتشيللو ليبي بإجراء بعض التعديلات في صفوف المنتخب استعدادا لكأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA.
ينوي ليبي الاعتماد على مزيج من اللاعبين المخضرمين أمثال قائد الفريق فابيو كانافارو ولاعبين شبان أثبتوا علو كعبهم في الدوري الإيطالي، ويبقى أمام ليبي ستة أشهر لإيجاد التوليفة المثالية.
تعتبر إيطاليا المنتخب الوحيد إلى جانب البرازيل الذي نجح في إحراز اللقب مرتين متتاليتين عامي 1934 و1938، وهي تأمل في تكرار هذا الإنجاز لتكتب صفحة مجيدة في تاريخ هذه البطولة العالمية. ويقول ليبي في هذا الإطار "من أجل تحقيق هذا الإنجاز، يتوجب علينا أن ندرك نقاط قوتنا وأن نكون أكثر ثقة بالنفس، فمنذ عام 2006 كان يتوجب علينا أن نبني فريقاً جديداً".
قام هذا المدرب المحنك خلال 18 شهراً في تجربة 45 لاعباً، وهو يعترف اليوم بأنه قد قام باختيار 16 أو 17 لاعباً سيكونون في عداد التشكيلة الرسمية التي ستخوض غمار كأس العالم جنوب أفريقيا FIFA الصيف المقبل.
ومن أجل أن يعمل بصفاء وهدوء فإن ليبي سيقوم بحسم خياراته سريعاً وقال في هذا الصدد "ستحسم الأمور في شهر مارس/آذار المقبل. أعتقد بأنه سيكون من الصعب على أي لاعب الانضمام إلى المجموعة بعد آخر مباراة ودية (تقام يوم 3 مارس/آذار 2010)، لكن من يدري".
يجب أن أتنبه ألا أتجاهل بعض اللاعبين الرائعين الذين وإن تقدموا في السن مازالوا يملكون قدرات تقنية هائلة والكثير من الحكمة
مارتشيللو ليبي
حسم المنتخب الايطالي التأهل بتصدره مجموعته محققاً سبعة انتصارات وثلاثة تعادلات، وكعادته لعب بواقعية وكان يضمن النتيجة بغض النظر عن المستوى الذي يقدمه. ففي المباراة الأخيرة ضد السويد أشرك ليبي تشكيلة لم تتضمن أي لاعب توج بطلاً للعالم في ألمانيا 2006، لكن على العموم، فإن 10 لاعبين ممن رفعوا الكأس عالياً في برلين قبل ثلاثة أعوام ونصف سيكونون العمود الفقري للمنتخب الإيطالي في جنوب أفريقيا. في الدفاع هناك الحارس جانلويجي بوفون وأمامه جانلوكا زامبروتا وفابيو كانافارو وفابيو جروسو وهؤلاء أساسيون، والأمر ذاته ينطبق على ماورو كامورانيزي واندريا بيرلو ودانييلي دي روسي وجينارو جاتوزو في خط الوسط، وفي خط المقدمة يبدو البرتو جيلاردينو وفيتشنزو ياكوينتا واثقين من المشاركة في النهائيات.
وإذا نظرنا إلى كل خط عل حدة، نرى أن الأمور محسومة في ما يتعلق بحراسة المرمى، فبالإضافة إلى بوفون، سيكون متواجدا بديله فيديريكو ماركيتي (26 سنة، كالياري)، والحارس الثالث مورجاس دي سانكتيس (32 سنة، نابولي).
أما في الدفاع، فقد حسمت تقريبا هوية ستة لاعبين من أصل ثمانية وهم في مركز قلب الدفاع جورجيو كييليني (25 سنة، يوفنتوس)، الذي يكمل زميله في الفريق كانافارو ويعتبر قائد المستقبل. لاعب أخر من يوفنتوس هو نيكولا ليجروتالي (33) سيكون أول الاحتياطيين، في حين أن سالفاتوري بكيتي (23 سنة، جنوا) يتفوق نسبياً على اليساندرو جامبيريني (28 سنة، فيورنتينا) للمركز الأخير. أما على الأطراف فالأمور مماثلة أيضاً، حيث سيكون دومينيكو كريسيتو (22 سنة، جنوا) بديلا لفابيو جروسو على اليسار، في حين يتنافس ثلاثة لاعبين ليكونا بدلاء لزامبروتا على اليمين. وسيكون دافيدي سانتون (18 سنة) أكثر المرشحين لشغل هذا المركز إذا قدر له اللعب بطريقة مستمرة مع إنتر ميلان. وإذا لم ينجح في ذلك، فإن ماتيا كاساني (26 سنة، بارما)، وكريستيان ماجيو (27 سنة، نابولي) جاهزان لشغل هذا المركز.
وفي خط الوسط، لا شك بأن بيرلو ودي روسي وجاتوزو وكامورانيزي وكلاوديو ماركيزيو حزموا حقائبهم من الآن. يعتبر أنطوميو كاندريفا (22 سنة، اودينيزي) أبرز اكتشافات هذا الموسم، وربما يكون مفاجأة التشكيلة. أما المركزان الأخيران، فيبقيان حائرين بين عدة مرشحين وهم أنجلو بالومبو وريكادرو مونتوليفو وماركو ماركيوني ودافيدي بيونديني وجايتانو داجوستينو، وذلك بحسب خيارات ليبي الهجومية.
أما في الهجوم وبالإضافة الى جيلاردينو وياكوينتا، فان ليبي يملك الخيار بين تشكيلة واسعة من جانباولو باتزيني (25 سنة، سمبادوريا)، وجيوسيبي روسي (22 سنة، فياريال)، وفابيو كوالياريلا (26 سنة، نابولي)، ورافايلي بالاديني (25 سنة، جنوى)، وسيموني بيبي (26 سنة، اودينيزي)، والبرتو اكويلاني (25 سنة، ليفربول).
وسيحسم ليبي أيضاً قضية اللاعب اماوري مهاجم يوفنتوس البرازيلي الأصل والذي حصل مؤخراً على الجنسية الإيطالية، وسيتابع ليبي أيضاً بعناية لوكا توني مهاجم بايرن ميونيخ حاليا والباحث عن ناد إيطالي لإطلاق مسيرته من جديد، وقد يكون ليبي بعث برسالة إلى المهاجم المخضرم اليساندرو دل بييرو عندما قال "يجب أن أتنبه ألا أتجاهل بعض اللاعبين الرائعين الذين وإن تقدموا في السن مازالوا يملكون قدرات تقنية هائلة والكثير من الحكمة". أما إمكانية استدعاء انطونيو كاسانو فليست مطروحة للبحث على الإطلاق على الرغم من مطالبة الرأي العام به.
ويبدو أن ليبي قطع خطوة كبيرة نحو معرفة تشكيلته الرسمية قبل نحو ستة أشهر من انطلاق العرس الكروي وقبل أيام قليلة من سحب القرعة وختم بالقول "سيكون من المهم جداً القيام بالخيارات الصحيحة في الوقت الصحيح".