عندما ستخوض سلوفينيا غمار نهائيات كأس العالم 2010 FIFA في جنوب أفريقيا بعد أقل من أربعة أشهر، ستشارك في العرس الكروي للمرة الثانية فقط في تاريخها. في مشاركته الأولى في نسخة كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، خرج المنتخب الذي كان بإشراف المدرب ستريتشكو كاتانيتش من الدور الأول بعد هزيمته أمام أسبانيا وباراجواي وجنوب أفريقيا.
بيد أن المعسكر السلوفيني يريد أن يضع الأمور في نصابها في مشاركته الثانية الصيف المقبل بعد المعنويات الكبيرة التي إكتسبها خلال التصفيات من خلال تحقيقه إنتصارين على تشيكيا وبولندا، بالإضافة إلى إزاحته منتخب روسيا في الملحق الأوروبي.
وقال لاعب سلوفينيا ماتي مافريتش في حديث خاص لموقع FIFA.com: "شعور رائع أن تدرك بأنك ستشارك في كأس العالم. إنه أعظم إنجاز لي في مسيرتي حتى الآن. لدينا تشكيلة متماسكة والجميع يكافح من أجل الآخر وكان هذا الأمر مفتاح نجاحنا في التصفيات المؤهلة الى جنوب أفريقيا. لدينا فقط 4 او 5 لاعين تخطوا الثلاثين من عمرهم، وبالتالي فإن الامور تبدو إيجابية في المستقبل".
تحاشي الخروج المبكر
وأضاف المدافع البالغ من العمر 31 عاما "كأس العالم تجربة فريدة من نوعها في مسيرة كل لاعب، وانا واثق من أنني سأستمتع بها. نريد أن نستمر في البطولة إلى أبعد الحدود، لا أن نحزم حقائبنا بعد ثلاث مباريات فقط، هذا هو الهدف الأساسي بالنسبة إلينا".
وكشف مافريتش الذي يدافع عن الوان نادي توس كوبلينز من الدرجة الثانية في ألمانيا وشارك في صفوف منتخب بلاده في ثلاث مباريات من أصل 10 في التصفيات "بذلنا جهوداً شاقة، ولم يكن أحد يثق بقدرتنا على أن نفعل شيئاً في مطلع التصفيات، لكن الفرصة سنحت أمامنا فأنقضينا عليها بأيدينا. كانت الأمور صعبة منذ البداية خصوصاً في ظل المشاكل التي كنا نعاني منها في خط الدفاع".
وأوضح "مع الوقت، تطور مستوانا ونجحنا في التأهل عبر الملحق. روسيا منتخب قوي جداً ويضم لاعبين إستثنائيين، لكننا كنا واثقين ووقف الحظ الى جانبنا ونجحنا في النهاية ببلوغ النهائيات".
وأوقعت القرعة المنتخب السلوفيني في مجموعة ثالثة صعبة في النهائيات الى جانب منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة والجزائر وجميعها ستحاول الوقوف في وجه طموحات المدرب ماتياش كيتش وفريقه في مدن بورث اليزابيث وجوهانسبورج وبولوكوين. على الرغم من ذلك، فإن مافريتش المولود في يوجوسلافيا سابقا يبدو واثقاً بحظوظ فريقه بقوله "كنت راضياً جداً عندما تابعت عملية سحب القرعة، وانا واثق من قدرتنا على بلوغ الدور الثاني".
وتابع مافريتش الذي خاض 32 مباراة دولية "سيكون الامر صعبا لكن ممكن. بالطبع سيكون منتخب إنجلترا مرشحاً، بيد أن منتخبي الولايات المتحدة والجزائر جيدان أيضاً. نملك فريقاً جيداً أيضاً ونستطيع بلوغ الدورالثاني إذا عملنا سوياً. دائماً ما نساعد بعضنا البعض داخل الملعب وخارجه".
مخالفة التوقعات
سجل مافريتش هدفه الدولي الوحيد في تصفيات كأس العالم 2006، عندما سجل هدف الفوز في المباراة ضد مولدوفا 2-1. لم يتمكن المنتخب السلوفيني وقتها من بلوغ نهائيات عام 2006، ما يعني بأن المشاركة هذا العام ستكتسب أهمية خاصة للفريق ولأنصاره.
ويقول مافريتش مدافع مولده وجوريتشا وبريموريي سابقا عن بلوغ منتخب بلاده النهائيات في جنوب أفريقيا "كان التأهل الى جنوب أفريقيا إنجازاً رائعاً، خصوصاً إذا ما أخذنا في عين الإعتبار بأننا دولة صغيرة لا يتعدى سكانها المليوني نسمة. عندما إنظر الى الوراء أتذكر بأن عدداً كبيراً من أنصار المنتخب كانوا يؤارزوننا في كل مباراة وهذا امر رائع. سترتد مشاركتنا إيجاباً على الكرة السلوفينيا تماماً كما حصل عام 2002 في كورية الجنوبية واليابان".
وتابع "قبل عام لم أكن حتى في صفوف المنتخب، وكان الأمر صعباً للغاية بالنسبة الي، لكنني نجحت في فرض نفسي في الأشهر الأخيرة".
وختم "لست أساسياً في صفوف الفريق، لكن الجميع يدرك بأن الفريق ليس مبنياً على 11 لاعبا فقط. بالطبع أتمنى أن ألعب لفترة أطول، لكني لا امانع بأن ألعب دوراً صغيراً".
الجملة الأخيرة لمافريتش تلخص تماماً التواضع الذي يتحلى به أعضاء المنتخب السلوفيني والذي يمكن أن يؤدي الى تحقيقهم المفاجأة في جنوب أفريقيا 2010.