بعد أن تألق وأمتع الجميع بالأهداف التي سجلها في فرنسا 1998 وكوريا/اليابان 2002، وألمانيا 2006 قال ديفيد بيكهام لموقع FIFA.com أن مجرد التفكير في المشاركة للمرة الرابعة في كأس العالم FIFA في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز المقبلين على أرض جنوب أفريقيا يشعره بالنشوة.
وكان فابيو كابيلو قد تحدث مؤخراً عن فرص مشاركة لاعب خط الوسط البالغ من العمر 34 سنة مع المنتخب الإنجليزي، حيث قال: "سيكون ضمن الفريق بالتأكيد، إذا كان يلعب [مع إي سي ميلان] وإذا كان في حالة بدنية جيدة. أنا لا أنظر للسن بل للمهارة، وبيكهام لديه الكثير من المهارات. إنه جاد ومحترف بمعنى الكلمة ويعمل بكل إخلاص لكي يكون في مستوى المشاركة في كأس العالم."
وفي أولى مقابلات FIFA.com الأسبوعية في مطلع العام الجديد، يتحدث أحد ألمع النجوم في سماء كرة القدم العالمية عن لحظات الفرح والحزن التي عاشها في بطولات كأس العالم FIFA، ويبوح لنا برأيه في أفضل لاعب في العالم FIFA 2009، ليونيل ميسي وآماله في المهرجان الأفريقي هذا العام.
يمكنكم مشاهدة المقابلة بالضغط على الرابط الموجود إلى اليسار.
FIFA.com: ديفيد، لقد شاركت مؤخراً في حفل تقديم جابولاني adidas – الكرة الرسمية التي ستلعب بها مباريات كأس العالم FIFA – في كايب تاون. هل أتيحت لك فرصة لتجربتها عملياً؟ وما هو رأيك فيها؟
ديفيد بيكهام: نعم، لقد حظيت بفرصة لتجربتها منذ أشهر قليلة. إنه شيء جميل أن تتمكن من الإطلاع على أفكار adidas قبل الجميع، وأنا أعتقد أنها عظيمة. حركتها ودقتها والشعور الذي تمنحه لمن يلعب بها ومنظرها – إنها حقاً كرة تليق بكأس العالم.
بعد أن لعبت مع المنتخب الإنجليزي في 115 مباراة على مدى السنوات الثلاث عشرة الأخيرة – ما هي التغيرات التي لاحظت حدوثها في كرة القدم العالمية خلال ذلك الوقت؟
لقد حدثت تغيرات كثيرة عبر السنين؛ حيث أصبحت اللعبة أسرع وتحسنت التكنولوجيا المستخدمة فيها. ويستطيع المرء أن يتبين بوضوح ما طرأ على اللعب من تغيرات في النواحي التكتيكية والأحذية والكرات ولكن التطور والتغير هو طبع كرة القدم دائماً.
ما الذي يعنيه اللعب في كأس العالم FIFA بالنسبة لك؟
إنها أكبر منافسة كروية في العالم، لذلك فإن أي لاعب يبتسم له الحظ ويلعب في كأس العالم يعرف جيداً أنه نال فرصة متميزة بحق. وقد ساعدني الحظ بأن ألعب في ثلاث بطولات وآمل أن يساعدني أكثر باللعب في الرابعة. إنه بالفعل شعور غير عادي.
ما هي ذكرياتك عن بطولة كأس العالم FIFA عندما كنت تشاهدها في صغرك؟
كانت أولى ذكرياتي هي مشاهدة برايان روبسون وهو يسجل أهدافه [ضد فرنسا في أسبانيا 1982]، ويلعب بكل هذه الشجاعة على أرض الميدان. لقد كان بطلي وكنت أريد محاكاته في كل ما يفعل – وقد ساعدني الحظ بأن كان لي ما أردت.
رغم كل شيء أحزنتك بطولة كأس العالم أيضاً في بعض الأوقات. إذا عدت بالذاكرة قليلاً لتنظر إلى خروج إنجلترا على يد الأرجنتين في 1998، والبرازيل في 2002، والبرتغال منذ أربع سنوات. أي هذه المرات كانت مؤلمة أكثرً؟
كل واحدة فيها. إن شعور الخروج من المنافسة شعور لا يمكن وصفه خاصة وأن آمالاً وتوقعات كبرى تكون معقودة علينا كبلد وكفريق، وتخيب كل تلك الآمال والتوقعات عندما يتم إقصاؤنا. لذلك يكون الألم واحداً في كل مرة.
كرة القدم تغير حياة الكثيرين وهي تغير ميول الناس. وأعتقد أن هذه البطولة ستلقي بدائرة الضوء على بعض الأشياء. بل إنها حققت ذلك بالفعل إلى حد ما.
بيكهام حول تأثير كرة القدم
سبق لك اللعب في نهائيات كأس العالم FIFA ثلاث مرات حتى الآن، فما هي المباراة التي تركت لديك أجمل الذكريات؟
بالنسبة لي أنا بصفة شخصية، يمكنني القول بأنها مباراتنا ضد الأرجنتين في 2002، والتي سجلت فيها من ركلة جزاء. إن هزم خصومك أمر عظيم دائماً ولكن المميز في تلك المباراة هو أنني كنت قد طردت في مباراتنا ضدهم قبل أربع سنوات وهزمونا حينها بركلات الجزاء الترجيحية. لذلك كان تسجيل هدف الفوز عليهم بعد أربع سنوات له طعم خاص جداً.
يلعب ضمن صفوف المنتخب الأرجنتيني الآن لاعب حصل مؤخراً على جائزة أفضل لاعب في العالم FIFA، هو ليونيل ميسي. ما هو رأيك فيه؟
إنه بدون أدنى شك أحد أفضل اللاعبين الذين لعبت ضدهم، وأحد أفضل اللاعبين الذين رأيتهم على الإطلاق. وهو بالنسبة للاعب صغير يتمتع بموهبة فذة. إنه الأقرب إلى مارادونا من بين اللاعبين، بل أنه يلعب أيضاً بالروح الجامحة نفسها. وهو ناجح وشخص ممتاز حقاً وأنا متأكد من أنه سيواصل طريقه ليحقق المزيد من النجاح في المستقبل.
من في رأيك سيكون اللاعب المحوري في المنتخب الإنجليزي هذا العام، ولماذا؟
أعتقد أن فريقنا يضم الكثير من اللاعبين المحوريين: واين روني وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وجون تيري وريو فرديناند – لدينا لاعبون ممتازون في كل مراكز اللعب. نحن محظوظون بهذه المجموعة من اللاعبين الموهوبين.
ستكون هذه البطولة أيضاً أول كأس عالم FIFA بالنسبة لفابيو كابيلو. بعد أن عملت معه في ريال مدريد والآن في المنتخب الإنجليزي، كيف تعتقد أنه سيستمتع بالتجربة؟
فابيو كابيلو مدير فني متميز. إنه يتمتع بخبرة واسعة للغاية. وهو يعرف كيف يفوز بالمباريات ويعرف كيف يفوز بالمسابقات. أنا متأكد من أنه سيستمتع بوقته مع المنتخب الإنجليزي عندما يخوض أولى مبارياته في كأس العالم. سوف يجلس على الخط الجانبي ويشاهد فريقه وأنا متأكد من أنها ستكون لحظة فخر واعتزاز بالنسبة له.
أنت تشارك في العديد من الأعمال الخيرية مع هيئات مثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة UNICEF وحملة لا ملاريا بعد الآن Malaria No More، التي ترتبط بصلات وثيقة بأفريقيا. ما الذي تأمل في أن تعود به بطولة كأس العالم FIFA على جنوب أفريقيا والقارة الأفريقية؟
كرة القدم تغير حياة الكثيرين وهي تغير ميول الناس. وأعتقد أن هذه البطولة ستلقي بدائرة الضوء على بعض الأشياء. بل إنها حققت ذلك بالفعل إلى حد ما. ففي كايب تاون قمت بزيارة إحدى المستشفيات وقابلت فيها نساءاً وأطفالاً مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV – وقد تأثرت بذلك حقاً. لذلك آمل أن توضع المعركة ضد مثل تلك الأمراض نصب أعين الجميع. سوف يعود تنظيم كأس العالم على جنوب أفريقيا بالكثير من المال أيضاً، وهو ما قد يساعد في تطوير بعض المناطق في هذا البلد.