يعتبر المهاجم الصربي ماركو بانتيليتش من أكثر اللاعبين ترحالاً في العالم، حيث دافع عن ألوان ما لا يقل عن 11 نادياً في ثماني دول مختلفة في مسيرة إنطلقت قبل 14 عاماً. لكن يبدو أن هدّاف أياكس أمستردام قد وجد المكان المناسب له منذ إنتقاله إلى العملاق الهولندي الصيف الماضي ولمدة عام واحد. وقال بانتيليتش في مقابلة حصرية مع موقع FIFA.com "أعشق أمستردام، الأشخاص هنا ودودون كثيراً والمدينة رائعة، وأنا أعشق العيش هنا."
والواقع أن بانتيليتش البالغ من العمر 31 عاماً، يملك جميع الأسباب التي تجعله يشعر وكأنه في منزله. فأياكس يعيش أحلى أيامه هذا الموسم ويحتل المركز الثاني في الدوري الهولندي بفارق أربع نقاط عن توينتي أنكشيده المتصدر، ومتقدماً بفارق نقطة واحدة عن إيندهوفن.
المحاربة على أكثر من جهة
ويقول بانتيليتش المولود في بلغراد "بلغنا الدور نصف النهائي من كأس هولندا ونريد الفوز بها. كما أننا نحتل المركز الثاني في الدوري المحلي، وبالتالي لا زلنا نحتفظ بالأمل بإحراز اللقب أيضاً. الأولوية بالنسبة لنا أن نحافظ على المركز الثاني المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل."
ومنذ قدومه إلى أياكس قادماً من هيرتا برلين، بات هذا المهاجم، الإسم الأول في التشكيلة الأساسية لفريق أياكس الذي يشرف عليه المدرب مارتن يول، حيث نجح في تسجيل 9 أهداف في 20 مباراة، بالإضافة الى عدة تمريرات حاسمة لزميله لويس سواريز. وعلى الرغم من الإحصائيات الإيجابية، فإن بانتيليتش يعترف بأن الأمور لم تكن سهلة في بدايته مع الفريق الهولندي ويقول في هذا الصدد "عندما وصلت إلى أياكس، كانت الأمور صعبة للغاية، ولكن بعد أسابيع عدة نجحت في التأقلم وتحسنت لياقتي البدنية. من المهم بنظري أن أساعد الفريق وأعتقد بأنني قمت بهذه المهمة حتى الآن."
الإشادة بسواريز
ولا يتردد بانتيليتش في الإشادة بزميله في خط الهجوم الأوروجوياني الدولي لويس سواريز الذي يتصدر ترتيب الهدافين برصيد 29 هدفاً، ويتوقع أن يكون أحد نجوم كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA بعد أقل من ثلاثة أشهر.
وقال عنه بانتيليتش "لويس لاعب رائع، يخلق العديد من المشاكل لدفاعات الفرق المنافسة، وبالإضافة إلى إجادته التهديف، فإنه يقوم بصناعة العديد من الأهداف أيضاً. وهو يقود خط الهجوم ببراعة ويلعب دوراً هاماً جداً في الفريق."
ويملك بانتيليتش الذي خاض 29 مباراة دولية مع صربيا، بدوره طموحات كبيرة في نهاية الموسم الحالي. فبعد أن تقدم منتخب بلاده على فرنسا في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA ضمن المجموعة السابعة، يأمل المهاجم أن تنتقل عدوى هذه النجاحات اللافتة إلى العرس الكروي.
الخوف من ألمانيا
وعندما سئل عما إذا كان يخشى من عدم التواجد ضمن التشكيلة الرسمية التي سيختارها المدرب رادومير أنتيتش أجاب المهاجم بثقة عالية بالنفس "لا أجد سبباً يمنعني من التواجد، فأنا ألعب بإستمرار في صفوف أياكس، والمدرب يعرفني جيداً ويدرك نقاط القوة لدي."
وبعد أن أمضى أربعة أعوام في صفوف هيرتا برلين، يتطلع بانتيليتش إلى المباراة الثانية لمنتخب بلاده ضد ألمانيا المقررة في 18 يونيو/حزيران في بورت اليزابيث ويقول "لعبت في ألمانيا لمدة أربعة أعوام، وبالتالي ستكون هذه المباراة خاصة بالنسبة لي. لا زالت تربطني بالعديد من اللاعبين الألمان صداقة قوية". وتلتقي صربيا أيضاً في المجموع ذاتها مع منتخبي غانا وأستراليا.
بانتيليتش القائد
وفي الوقت الذي ظل فيه متكتماً عن أهداف منتخب بلاده في كأس العالم، فإن نجم أياكس أدلى برأيه عن بعض المنتخبات المرشحة لإحراز اللقب وكشف "لدي بعض المرشحين، الإستعداد الجيد سيكون مفتاح النجاح، كما أن الإنطلاقة الجيدة لأفضل المنتخبات تلعب دوراً أيضاً، وبالطبع يحتاج كل منتخب لبعض الحظ للذهاب إلى النهاية."
ويعتبر بانتيليتش بفضل خبرته الدولية ومسيرته الطويلة أحد قادة المنتخب الصربي الذين سيحاولون أن يعوضوا خيبة أمل النسخة الأخيرة في ألمانيا قبل أربع سنوات. ففي تلك البطولة عندما كان المنتخب الوطني لا يزال يلعب تحت إسم صربيا ومونتينيجرو، خرج المنتخب البلقاني من الدور الأول إثر تعرضه لثلاث هزائم.
تجربة لا تنسى
ويقول بانتيليتش "سواء أكان في صفوف أياكس أو مع المنتخب الصربي، أحاول دائماً أن اضع نفسي في خدمة زملائي وأن أساهم في نجاحات الفريق. أتكلم مع اللاعبين الآخرين وأحاول توجيه النصح إليهم كلما دعت الحاجة. من المهم جداً أن نخوض المباريات ونحن كتلة واحدة متضامنة."
وأوضح قائلاً "كأس العالم هي الذروة في مسيرة أي لاعب، إنها تجربة لا تنسى. سمعت الكثير عنها والآن أريد أن أكون جزءاً منها. أنا اتطلع فعلاً للعب في جنوب أفريقيا، وأدرك جيداً بأن البطولة ستقام خلال فصل الشتاء هناك، ولكنني اتوقع بطولة رائعة مليئة بالمباريات الكبيرة والكثير من الأهداف الإستعراضية."[/b]